الرئيسية
مجلة مغربية مخضرمة في مواجهة تحديات التغيير
تأسست مجلة هيسبريس الأکاديمية في سنة 1921 بعد عام واحد فقط من إنشاء معهد الدراسات العليا في المغرب من قبل سلطات الحماية الفرنسية. ويبلغ إجمالي أعداد هذا المنشور الذي صدر بانتظام وکثافة حتى عام 1959 ما مجموعه 47 مجلداً بمعدل إصدار واحد أو أکثر في السنة الواحدة، يحتوي على مقالات أساسية، ودراسات تاريخية وجغرافية، ووثائق غميسة غير منشورة سابقا، بالإضافة إلى مراجعات للمنشورات الحديثة الصدور عن المغرب بصفة خاصة والغرب الإسلامي والمنطقة المتوسطية بوجه عام. کما أقدمت سلطات الحماية الإسبانية في المنطقة الخليفية (شمال المغرب) على إنشاء مجلة مماثلة تحت اسم تمودة فنشرت في أعدادها القليلة التي صدرت بمدينة تطوان ما بين سنتي 1953 و 1959، نصوصًا من النوع نفسه باللغة الإسبانية.
وبعد استقلال المغرب وإنشاء کلية الآداب والعلوم الإنسانية في الرباط سنة 1957، تم دمج المجلتين معا، مما أدى إلى ولادة هيسبريس-تمودا التي يتواصل إصدارها إلى اليوم. وکانت بداية لمجلة أکاديمية ومتعددة التخصصات مکرسة لدراسة المغرب ونشر المعرفة المتعلقة بمجتمعه وتاريخه وثقافته، إلى جانب الاهتمام بالعلوم الاجتماعية في الغرب الإسلامي والمتوسطي. ويتم إصدار مجلة هيسبريس-تمودا سنويًا منذ سنة 1960 في مجلد واحد أو أکثر، يحتوي على مقالات ومراجعات کتب محررة بثلاث لغات أجنبية، إلى أن بدأ نشر الإسهامات والمواد العلمية المختلفة باللغة العربية أيضا منذ عام 1991 فصاعدًا.
وواصلت المجلة صدورها على امتداد العشرية الأولى من القرن الواحد والعشرين، فوقع الاهتمام بتعزيز أعضاء لجنتيها العلمية والتحريرية، على الصعيدين الوطني والدولي بأسماء جديدة، باعتماد ديناميکية جديدة تتوخى الانفتاح على مجالات البحث الأخرى في العلوم الإنسانية والاجتماعية. ؛
وقد تم بذلک وضع المجلة الأکاديمية المغربية المتميزة في سکة الفهرسة الدولية، وهو المسعى الذي تحقق بانضمامها رسميا وابتداء من عام 2016، إلى قاعدة بيانات کلاريـﭬيت أناليتيکس (Clarivate Analytics) المعيارية الدولية. وفي بحر سنة 2024، تمت فهرسة المجلة ضمن بيانات سكوبوس (SCOPUS).